سعادة العيد

الشيخ الدكتور صالح عبد الكريم
16/01/2018

مشاركة المنشور

WhatsApp Twitter Telegram
 :الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد
فها هو رمضان قد أوشك على الرحيل ، وقارب على التحويل ، واقترب موعد العيد ، وأشرق من جديد
 والناس حياله فريقان : فريق يشعر بمعنى كلمة : العيد السعيد ، وبعضهم يشتكي الملل والتنكيد ؛ ولذا أحببت تسطير هذه الكلمات والإشراقات ، لصور السعادة والمسرات ، في أجمل الأيام واللحظات
سعادة العيد في التهاني والتبريكات ؛ وما أجملها حينما تكون في الواقع والمقابلات ، بعيدا عن الرسائل والبرقيات ، التي أذهبت جزء من جمال التبريكات ، ” كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض تقبل الله منا ومنكم ” فتح الباري 2 / 575
سعادة العيد في إعلان التكبير ، والاستمرار في التكبير ، ما أجملها من عبارة ، وما أحلاها من كلمة ؛ تعمر الطرقات ، وتعلن التعظيم لرب البريات ، من حين غروب شمس آخر يوم في رمضان للحظة خروج الإمام لخطبة العيد ؛ ” ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ” البقرة 185
سعادة العيد في إدخال الفرحة على الأهل والاطفال ؛ يوم يشرع فيه التوسعة على العيال ، دعهم يشاركون في توزيع زكاة الفطر ، دعهم يفرحون بهدايا العيد ، دعهم يلعبون ويمرحون ؛ فهذا سيد البشر صلى الله عليه وسلم يقيم عائشة رضي الله عنها ويجعل خدها على خده لتنظر لأهل الحبشة وهم يلعبون كما جاء في صحيح البخاري ومسلم
سعادة العيد في إدخال السعادة على أناس ينتظرون من يدخل عليهم السعادة ، لا تنس ذلك المريض الذي حبسته الأسرة البيضاء ، لا تنس النزلاء في السجون ، لا تنس اليتيم الذي ينتظر اللمسة الحانية ، لا تنس المنكوبين بسبب الخطوب ، والمطرودين من ديارهم جراء الحروب  ؛ ” سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل : قال إدخالك السرور على مؤمن ” رواه الطبراني وحسنه الألباني
سعادة العيد في أن تطهر قلبك من الغل والحسد ، والبغي والحقد ، صلوا الأرحام ، تواصلوا مع الجيران ، يكفي شحناء ، يكفي بغضاء ، سامحوا واصفحوا ؛ فوالله إن الدنيا لا تستحق كل هذا ! ” لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ” رواه أحمد
سعادة العيد في تطبيق سنن العيد ، مثل الإفطار في يوم عيد الفطر قبل الذهاب للمصلى ، والتجمل والتزين ولبس أحسن الثياب ، ومغايرة الطريق في الذهاب والرجوع ؛ ” كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق  رواه البخاري ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وترا ” رواه البخاري وقال صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه – عن الجبة –  : ابتع هذه تجمل بها للعيد والوفود . رواه البخاري
سعادة العيد في البعد عن المنكرات ، واجتناب المحرمات ، كالاختلاط ومصافحة النساء الأجنبيات ، وحفلات الغناء والمجون والرقصات ، والإسراف والنوم عن الصلوات ، وخروج النساء متبرجات متعطرات ، وغيرها من المحرمات ؛ قال الحسن البصري رحمه الله : ” كل يوم لا تعصي الله فيه فهو عيد ” ، فلا تفسد ما قدمته في رمضان ، وتذكر أن العيد فرصة للشكر وليس للوزر
سعادة العيد في إدخال السعادة على الوالدين ، ادخل عليهما البهجة والحبور ، والفرحة والسرور ، حقق لهما الأماني ، وقدمهما في التهاني ، ولا تنساهما من التهادي ، فهما باب الجنة ، ودرب الرحمة ؛ ” رضا الرب في رضا الوالد ” رواه الترمذي