الاعتكاف كلية مباركة ؛ يتعلم المرء فيها الإقبال على الله تعالى ، ويتذوق الأنس بالله جل في علاه ، وينقطع عن زخارف الدنيا ، ويجتهد في دروب الآخرة ، وحتى يكون الاعتكاف مثمرا نافعا لا بد من التحلي بآداب مهمة ؛ وهي
أولا : اسحضار النية الصالحة ، واستشعار الحكمة من الاعتكاف ، وهي الانقطاع للعبادة ، وعكوف القلب على الله تعالى ، و تحري ليلة القدر
ثانيا : تعلم فقه الاعتكاف ، ومعرفة أحكامه ، وآدابه ، ونواقضه
ثالثا : المحافظة على نوافل العبادات ، ومندوب الطاعات ، كالسنن الرواتب ، وقيام الليل ، وسنة الضحى ، والوضوء ، وأذكار الصباح والمساء ، والنوم ، وأدبار الصلوات وغيرها
رابعا : التضرع إلى الله تعالى ، بصادق الدعاء ، والاستغفار ، ومحاسبة النفس ، وتجديد التوبة ، والتفكر
خامسا : الإقبال على كتاب الله تعالى قراءة ، وتدبرا ، وفهما ، وعملا ، فلا تدع هذه الايام تمر إلا وقد ختمت كتاب الله مرارا
سادسا : التحلي بمعالي الأخلاق مع المعتكفين والمصلين ، من التواصي بالحق والنصيحة ، والسلام والابتسامة ، والكلمة الطيبة ، والايثار ، والصبر ، والتعاون
سابعا : الاجتهاد والتنافس في طاعة الله ؛ فالاعتكاف ميدان للتنافس ، والمسارعة في طريق الجنة
ثامنا : تجنب قواطع ومفسدات الاعتكاف وهي
١- كثرة النوم ، والتثاقل عن الطاعة ، والميل للكسل والدعة
٢- كثرة إحضار الأطعمة ؛ مما يفضي لثقل العبادة ، وإيذاء المصلين برائحة الأطعمة
٣- تضييع الفرص العبادية ، والتفريط في السنن النبوية
٤- الخوض في الكلام الدنيوي ، والحديث الجانبي
٥- الإنشغال بالهواتف المحمولة ، والتقنيات الحديثة ؛ التي لا تليق بمقام الاعتكاف
٦- الخروج من غير ضرورة ولا حاجة ؛ مما يكسر حقيقة الاعتكاف
هذه وصايا عاجلة ونحن في أيام مباركة تحتاج فيها للاجتهاد والتذاكر والتنافس ، وفقنا الله وإياكم لأبواب الخيرات